أكثر نصيحة مؤثرة سمعتها من الشيخ صالح المغامسي
أكثر نصيحة مؤثرة سمعتها من الشيخ صالح المغامسي

تابع القراءة ..
اترك باباً مفتوحاً


311199
القصة للإمام أحمد بن حنبل ...
قصة قصيرة لكن تحمل معاني عظيمة ,, تحتاج منّا لوقفة تأمل
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس،
ورأيت نفس الشخص 'اللص' يصلي في المسجد،
فذهبت إليه وقلت : هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى،
ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك...
فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة،
فأحببت أن أترك بابا ًواحدا ًمفتوحا ً.
بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي
رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة
يقول : تبت إليك.. ارحمني.. لن أعود إلى معصيتك..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجيربه،
فوجدته لص الأمس فقلت في نفسي :
ترك بابا ًمفتوحا ً ففتح الله له كل الأبواب"
إياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل
حتى ولو كنت عاصيا ًوتقترف معاصيَ كثيرة ،
فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابا ً..
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ... } الأعراف156
سبحانك ماأرحمك وأحلمك على من عصاك
اترك باباً مفتوحاً
تابع القراءة ..
من وعظ اخاه سرا فقد نصحه



من وعظ اخاه سرا فقد نصحه .

قال الله تعالى : { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم } سورة البقرة:235.



إن بذل النصيحة للمسلمين من إرشادهم إلى الحق المبين، وتحذيرهم من الباطل والمبطلين، يعتبر من الدين..
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم .
وفي هذا الحديث اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم  أن النصيحة هي الدين كله، وذلك لأن الدين كله نصح، فالصلاة، والصيام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبذل السلام ، وإحسان الكلام كل ذلك نصح .
 قال ابن رجب  رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث : هذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل عليه السلام وسمى ذلك كله ديناً .



و لا شك أن الإنسان معرض للخطأ والميل عن الحق والصواب، فقد جاء في الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون " رواه الترمذي وابن ماجة.



ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يبصره بعيوبه وأخطائه، وأن ينصح له في أمره وشأنه، لكن ينبغي أن يكون النصح برفق وحكمة، وليحذر المسلم من احتقار أخيه واتهامه بمجرد الظن، فإن الظن أكذب الحديث، وكفى به شرا .
 قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " رواه مسلم .

فإذا سمع احد منا عن أخيه المسلم شيئا يكره فلا يبادر إلى تصديق ما يقيل عنه؛ بل يجب عليك أن تتثبت حتى تستيقنه، فإن كثيرا من الناس اعتاد إشاعة السوء بالباطل، وكثيراً منهم من إساءة الظن عنده أسرع من حسن الظن، فلا تصدق كل ما يقال، ولو سمعته مرارا حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما شاهد، ولا تصدق من تثبت فيما شاهد حتى تتأكد من براءته من الغرض والهوى، ولذلك أمرنا الله تعالى باجتناب كثير من الظن، واعتبر بعضه إثما، فالظن ينافي العلم ولا يغني من الحق شيئا . 
قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا } سورة الحجرات:12.
وقال تعالى : { وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً } سورة النجم:28.



وإذا رأى المسلم  أمرا، أو بلغه عن أخيه المؤمن كلام يحتمل وجهين فاحمله محملا حسنا، فذلك أجدر بمكارم الأخلاق وصفاء الأخوة،
 قال عمر بن الخطاب – -: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا .

وإذا رأيت أخاك المسلم قد ارتكب خطأ لا مجال فيه لعذر أو شبهة، وجب عليك أن تتقدم إليهبالنصيحة سرا، بينك وبينه لا أمام الناس، فإن الإنسان لا يقبل أن يطلع أحد على عيبه، فإذا نصحته سرا، كان ذلك أرجى للقبول، وأدل على الإخلاص لله ، وأبعد عن الشبهة.

وأما إذا نصحته علنا أمام الناس فإن في ذلك شبهة الحقد والتشهير، وإظهار الفضل والعلم، وهذه من شأنها أن تمنع من الإستماع للنصيحة والاستفادة منها .
 ولقد كان من خلق النبي صلى الله عليه وسلم  وأدبه في إنكار المنكر وتبيين الحق، أنه إذا بلغه عن أحد أو جماعة شيء مما ينكر فعله لم يذكر أسماءهم علنا، وإنما كان يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا"، فيفهم من يعنيه الأمر أنه هو المراد بالنصيحة، وهذا يعتبر من أرفع أساليب النصح والتربية.

قال الشافعي  رحمه الله : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.

وقال ابن حزم رحمه الله : وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لا تصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك، فلا بد من التصريح

عن ابن المبارك قال : كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر , ونهاه في ستر , فيؤجر في ستره ويؤجر في نهيه , فأما اليوم فإذا رأى أحد ما يكره استغضب أخاه وهتك ستره !

و من مظاهرنصائح السلف:

يروى أن الحسن والحسين - رضي الله عنهما – رأيا رجلاً كبيراً في السن يتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء، فأرادا تعليمه، فذهب إليه، فادعيا أنهما قد اختلفا أيهما حسن الوضوء أكثر من أخيه؟ وأرادا منه أن يحكم بينهما، فأمر أحدهما بالوضوء، ثم أمر الآخر، ثم قال لهما: أنا الذي لا أعرف الوضوء، فعلماني إياه ؟ .

أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وأن يرزقنا قلوباً سليمة، وألسنة صادقة، وعلما نافعا، وعملا صالحا.

من وعظ اخاه سرا فقد نصحه
تابع القراءة ..
آداب الطريق تعليم للأطفال
الجزاء الأول
الجزاء الثاني
آداب الطريق تعليم للأطفال

تابع القراءة ..
إذا ضاقت نفسك بالحزن والياس فتذكر !!


إذا ضاقت نفسك بالحزن والياس فتذكر !!

رسالة الى من يشعر بالحزن اليأس والإحباط من وضع يعيشه .
أو من موقف كان قد حدث في السابق, وبقي شبح الحز ن واليأس يطارده كلما تذكر هذا الموقف ..
أو إذا ضاقت نفسك يوماً بالحياة فما عدت تطيق آلامها و قسوتها .
وتملكك الضجر و اليأس ..
و أحسست بالحاجة إلى الشـكوى ..
فلم تجد من تشكو له..

فلا داعي للحزن واليأس ..

فتذكر أن لك رباً رحيماً ..

يسمع شكواك ويجيب دعواك..

يقول الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر: 53.
ويقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُواوَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فصلت: 30.
ويقول الله تعالى : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } آل عمران: 139
ويقول الله تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } البقرة: 216.

فلو تفكرنا وطبقنا هذه الآية زالت جميع المشاكل والهموم وما تسببه من قلق وخوف، لأن المؤمن يرضا بقضاء الله ولو كان الظاهر أن فيه الشر والسوء، ولكن الخير قد يكون بعد ذلك، فينتظر المؤمن هذا الخير فيكون قد حقق التفاؤل المطلوب وابتعد عن الحزن، وهذا علاج ناجع للقلق.

انظر سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه، فلم ييأس من رحمة الله، وانظروا كيف خاطب أبناءه:
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف: 87.

انظر كيف اعتبر القرآن أن اليأس هو كفر بالله تعالى !!
 لماذا ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم في الإسلام،
وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا !

فتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم:

"أرحنـا بها يا بــلال"

وقوله صلى الله عليه وسلم : " وجعلت قرة عينى فى الصلاة"

إننا تعلمنا من الصلاة حركاتها وسكناتها لكننا لم نفهم روحها و معانيها..
أن الصلاة هى باب الرحمة و طلب الهداية..
هي اطمئنان لقلوب المذنبين, هى ميراث النبوة..
فهى تشتمل على أسمى معانى العبودية و الاتجاه إلى الله تعالى و الاستعانة به و التفويض إليه..
لها من الفضل و التأثير فى ربط الصلة بالله ..

وقال صلى الله عليه وسلم : "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له " . رواه مسلم .

أعلم أن الحزن واليأس ليسوا من الأسلام وأن مافي شئ في الدنيا يستحق أن تحزن عليه إلا تقصيرك في عبادة أو لعله إنكسار معصيتك فيضيق صدرك وتجد أن الله تعالى لا يقنط أحد من رحمته مهما كانت ذنوبه وسيئاته وإن كان حزنك على شئ أصابك فلعل هذا الشئ هو خير لك..

قال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً " صحيح سنن ابن ماجه

تأمل اخي في الله

كان أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ،
وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً "
فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟
فقال : ويحك يا رجل !
جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !

يمكن ما انت فيه من بلاء هو سبب دخولك الجنة ..
فادعو الله تعالى أن يرزقك الخير أينما كان ثم يرضيك به فهو أعلم بعباده وهو العليم الخبير ..
.لا أجد ما أضيفه فكفى بكلام الله تعالى ورسوله خير كلام وموعظة وهدي . .

ولكن أحب أن أقول لا تحزنوا ولا تيأسوا فكفى بك أن الله هو ربكم وأن نبيكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن دينكم الأسلام ..

عافانا الله و إياكم من كل هم وحزن ..
إذا ضاقت نفسك بالحزن والياس فتذكر !!
تابع القراءة ..
كرتون إسلامي (( بر الوالدين ))
كرتون إسلامي (( بر الوالدين ))
تابع القراءة ..
كرتون أحكام القرآن- بر الوالدين
كرتون أحكام القرآن- بر الوالدين
تابع القراءة ..
الحلف بغير الله والحلف بالقران الكريم



الحلف بغير الله

أحبابي في الله . الكثير منا في يقع من غير ما يشعر بكثير من الامور الشركية . بالرغم من انه يعلم بان الله هو الخالق . ورغم ذلك يحلف بغير الله سبحانه وتعالى ..


والحلف نوع من التعظيم لا يليق إلا بالله ..


الله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته وأما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله


إنتبه أخى المسلم فقد وردت أحاديث كثيرة تنهى المرء المسلم أن يحلف بغير الله نبين لك بعضها لتعلم أن هذا الأمــر خطير و يقع فيه كثير من المسلمين


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب . وعمر يحلف بأبيه . فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائك . فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " . رواه مسلم


سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من حلف بغير الله فقد أشرك " رواه أبو داود


عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من حلف بالأمانة فليس منا " صحيح الترغيب والترهيب


فلا يجوز ذلك الحلف بالأمانة والحرام والطلاق وبالنبي صلى الله عليه وسلم وبالكعبة و ببركة فلان و بحياة فلان وبالأخوة والصداقة والشرف والعيش والملح والأولاد والأب والأم.... وغيرها من الحلف 


كل ذلك حرام ومن وقع في شيء من هذا فكفارته أن يقول لا إله إلا الله ..


كما جاء في الحديث الصحيح عن أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله .. " رواه البخاري


وعلى منوال هذا الباب أيضا عدد من الألفاظ الشركية والمحرمة التي يتفوه بها بعض المسلمين ومن أمثلتها : أعوذ بالله وبك ـ أنا متوكل على الله وعليك ـ هذا من الله ومنك ـ مالي إلا الله وأنت ـ الله لي في السماء وأنت لي في الأرض ـ لولا الله وفلان ـ أنا بريئ من الإسلام ـ يا خيبة الدهر ..
 وكذا كل عبارة فيها سب الدهر مثل هذا زمان سوء وهذه ساعة نحس والزمن غدار ونحو ذلك وذلك لأن سب الدهر يرجع على الله الذي خلق الدهر ...


الحلف بالقران الكريم


سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم حول الحلف بالقران الكريم قال :


إذا كان الحالف يقصد أن يحلف بالقرآن الذي هو كلام الله ، فلا حرج في ذلك ؛ لأنه يحلف بصفة من صفات الله ، وهي الكلام .


وإذا كان يحلف بالقرآن ويقصد به المصحف ، فلا ؛ لأن المصحف يشمل الأوراق والغلاف ، ولذا يُجمع على " مصاحف " بخلاف القرآن فإنه لا يُجمع ،


إلا على سبيل الخطأ كما يقول بعض الطلاب " قرآنات " ، وهذا خطأ ؛
لأن القرآن الذي نزل على قلب محمد صلى الله عليه على آله وسلم واحد . ومثله الحلف بآيات الله فيقول بعض الناس : قسماً بآيات الله . ففيه التفصيل أيضا : إن كان قصد آيات الله المتلوّة المقروءة ، فلا حرج . وإن قصد جميع آيات الله ، فلا ؛ لأنه يدخل في آيات الله الآيات الكونية .

وأما الحلف على المصحف فبدعة مُحدثة لا أصل لها .

 وينتشر عند بعض الناس إذا أراد تعظيم الحلف وتغليظه أن يحلف على المصحف . وهذا لا يجوز .


والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
الحلف بغير الله والحلف بالقران الكريم
تابع القراءة ..
ســـــارع بالتوبه



ســـــارع بالتوبه


قال الله تعالى :
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الأعراف156




ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا ربي لعفوك سلما
تعـاظمني ذنــبي فـلما قــرنته بعفوك ربي صار عفوك أعظما


يا باغي الخير أقبل ، فالباب غير مقفل ، يا من أذنب وعصى ، وأخطأ وعتى ، تعال فلعل وعسى ، يا من بقلبه من الذنوب جروح ، تعال فالباب مفتوح ، والكرم يغدو ويروح ، يا من ركب مطايا الخطايا ، تعال إلى ميدان العطايا ، يا من اقترفوا فاعترفوا ، لن تنسوا { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53


يا من بذنب باء ، وقد أساء ، تذكر قول الله تعالى في الحديث القدسي : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي . يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي . يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ".

أسقت بغي كلبا ، فأرضت ربّا ، ومحت ذنبا ، قتل رجل مائة رجل ، ثم تاب إلى الله عز وجلّ ، فدخل الجنة على عجل .
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه
من جود فضلك ما علمتني الطلبا


من الذي ما أساء قط ، ومن له الحسنى فقط ، ومن هو الذي ما سقط ، وأين هو الذي ما غلط ، يا كثير الأخطاء : أنسيت : كلكم خطّاء ، كم يقتلك القنوط كم ..
 وأنت تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم " .


اطرق الباب تجدنا عنده
لا تقل قد أغلق الباب فلا
بسخاء وببذل وكرم
تحمل اليأس فتلقى في الندم


إذا أذنبت فتب وتندّم ، فقد سبقك بالذنب أبوك آدم ، ومن يشابه أباه فما ظلم ، وتلك شنشنة نعرفها من أخزم ، فلا تقلد أباك في الذنب وتترك المتاب ، فإن أباك لما أذنب أناب ، بنص الكتاب .


أصبحت وجوه التائبين مسفره ، لما سمعوا نداء : لو أتيتني بقراب الأرض خطايا لأتيتك بقرابها مغفره ، اطرح نفسك على عتبة الباب ، ومد يدك وقل : يا وهّاب . أرغم أنفك بالطين وناد : رحمتك أرجو يا رب العالمين .


إن جرى بيننا وبينك عتب
فالقلوب التي عرفت تلظّى
وبعدنا وشط عنا المزار
والدموع التي عهدت غزار


يا من أساء وظلم ، اعلم أن دمعة ندم ، تزيل أثر زلة القدم . أنت تتعامل مع من عرض التوبة على الكفار ، وفتح طريق الرجعة أمام الفجّار ، وأمهل بكرمه الأشرار . أنزل بالعفو كتبه ، وسبقت رحمته غضبه .


والله ما لمحت عيني منازلكم
ولا تذكرت مغناكم وأرضكموا
إلا توقد جمر الشوق في خلدي
إلا كأن فؤادي طار من جسدي


اسمه التوّاب ، ولو لم تذنب لما عرف هذا الوصف في الكتاب ، لأن الوصف لابد له من فعل حتى يوصف بالصواب . ما تدري بالذنب ، محى العجب ، وبالاستغفار حصل الانكسار ، لكأس الاستكبار ، وصار الانحدار ، لجدار الإصرار .


لا تصر ، بل اعترف وقر ، فإن طعم الدواء مُر ، وسوف تجد ما يسر ولا يضر ، واحذر الشيطان فإنه يغر .


اطرق الباب فإنا فاتحون
لا تغيرك على الصحب الظنون


الاعتراف بالاقتراف ، طبيعة الأشراف ، قف بالباب ، وقل : أذنبنا ، وطف بتلك الديار وقل : تبنا ، وارفع يديك وقل : أنبنا .


إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء17


سبحان من يغفر الذنب لمن أخطأ ، ويقبل التوبة ممن أبطأ .
التوبة تَجُبُّ ما قبلها ، وتعم بركتها أهلها .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ،


وهذا قول يجب أن نقبله ، فهنيئاً لمن تاب وأناب ، قبل أن يغلق الباب . التائب سريع الرجعة ، غزير الدمعة ، منكسر الفؤاد ، لرب العباد ، دائم الإنصات ، كثير الإخبات .


للتائب فرحتان ودمعتان وبسمتان .


فرحة يوم ترك الذنب ، والأخرى إذا لقي الرب ، ودمعة إذا ذكر ما مضى ،
والثانية إذا تأمل كيف ذهب عمره وانقضى ، وبسمة يوم ذكر فضل الله عليه بالتوبة ، وهي أجلّ نعمة ، والأخرى يوم صرف عنه الذنب وهو أفظع نقمة .
بشرى لمن عفّر جبينه ، وأشعل في قلبه أنينه ، وأضرم بالشوق حنينه ،التائب تبدل سيئاته حسنات ، لأن ما فات مات ، والصالحات تمحو الخطيئات .


للتوبة أسرار ، ولأصحابها أخبار ، فالتائب يزول عنه تصيد المعائب ، وطلب المثالب ، لأنه ذاق مرارة ما تقدّم ، فهو دائماً يتندّم ، وهو يفتح باب المعاذير ، لمن وقع في المحاذير ، ولا يفعل فعل المعجب المنّان ، الذي قال : والله لا يغفر الله لفلان ، بل يستغفر لمن أساء من العباد ، ويطلب الهداية لأهل الفساد ، والتائب يطالع حكمة الرب ، في تقدير الذنب ، وأنه لا حول للعبد ولا قوّة ، في منع نفسه من الوقوع في تلك الهوّة ، فالله غالب على أمره ، بعزته وقهره ، والتائب ذهبت عن نفسه صولة الطاعات ، والدعاوى الطويلات ، والتبجح على أهل المعاصي ، وأصبح ذليلاً لمن أخذ بالنواصي ، فإن بعض الناس إذا لم يقع في زلّة ، ولم يذق طعم الذلة ، جمحت به نفسه الأمّارة ، حتى جاوز أطواره ، فكلما ذكر له عاص تأفّف ، وكلما سمع بمذنب تأسّف ، وكأنه عبد معصوم ، في حياته غير ملوم ، يحاسب الناس على زلاتهم ، ويأخذ بعثراتهم ، فإذا أراد الله تقويمه ، ليسلك الطريق المستقيمة ، ابتلاه بذنب لينكسر لربه ، وأراه ضعف قوته فيعترف بذنبه، فيصبح يدعو للمذنبين ، ويحب التائبين ، ويبغض المتكبرين .


ومنها أن كأس الندم يتجرعه جرعة جرعه ، مع انحدار دموع الأسف دمعة دمعه، حينها ينال الولاية ، ويدرك الرعاية ، لأنه عرف سر العبودية ، ودخل باب الشريعة المحمديّة ، فإن ذل العبد مقصود ، وتواضعه محمود ، لصاحب الكبرياء المعبود .


ومنها أنه يشتغل بالاستغفار ، عن الاستكبار ، فهو دائم الفكر في تقصيره ، مشتغلاً به عن غروره ، لأن بعض الناس لا يرى إلا إحسانه ، ولا يشاهد إلا صلاحه وإيمانه ، حتى كأنه يَمنّ على مولاه ، بطاعته وتقواه ، بخلاف من طار من خوف العاقبة لبه ، وتشعب بالندم قلبه ، فهو كثير الحسرات ، على ما مضى وفات ، وهذا هو حال من عرف العبادة ، وسلك طريق السعادة .


واعلم أن لوم النفس على التقصير ، والنظر إليها بعين التحقير ، والإزراء عليها في جانب مولاها ، وعدم الرضا عنها لما فعله هواها ، يقطع من مسافات السير ، إلى اللطيف الخبير ، ما لا يقطعه الصيام ولا القيام ، ولا الطواف بالبيت الحرام ، فهنيئاً لمن على ذنبه يتحرق ، وقلبه يكاد من الأسف يتمزّق ، ودمعه على ما فرّط يترقرق .


وقفنا على الأبواب نزجي دموعنا  
 ونبعث شوقاً طالما ضج صاحبه


أجمل الكلمات ، وأحسن العبارات ، لدى رب الأرض والسموات ، قول العبد : يا رب أذنبتُ ، يا رب أسأتُ ، يا رب أخطأتُ ، فيكون الجواب منه سبحانه : عبدي قد غفرت وسامحت ، وسترت وصفحت إن الملوك إذا شابت عبيدهمو


وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً
في رقهم عتقوهم عتق أبرار
قد شبت في الرق فاعتقني من النار


عفّر الجبين بالطين ، وناد : يا رب العالمين ، تبنا مع التائبين ، اغسل الكبائر بسبع غرفات من ماء الدموع وعفرها الثامنة بتراب المتاب ، فهذا فعل من أناب ، حتى يفتح لك الباب . تأوّه المذنبين التائبين ، أحب من تسبيح المعجبين ، من قضى ليله وهو نائم ، وأصبح وهو نادم ، أحب ممن قضاه وهو مسبّح مكبّر ، وأصبح وهو معجب متكبّر .


إذا أردت القدوم عليه ، توسل برحمته وفضله إليه ، ولا تمنن بطاعتك لديه، لا تيأس من فتح الباب ، ورفع الحجاب ، فأدم الوقوف عنده ، واخطب وده ، فإن من قصده لن يرده ، ما أحوج الجيل ، إلى آخر ساعة من الليل ، لأنها ساعة الهبات ، والأعطيات والنفحات ..


أتمنى أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة ونرجعها و نحاسبها . لعل النفس تعود و لعل العين أن تدمع و لعل القلب أن يخشع ..


  رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ســـــارع بالتوبه
تابع القراءة ..

المواضيع الجديده